أعلن الدكتور أحمد جمال الدين موسى، وزير التعليم، أن المعلمين سيحصلون خلال أيام على قيمة الحافز الإضافي، مشيرا إلى أنه تباحث مع وزير المالية في هذا الشأنن ومن المنتظر صدور قرار رسمي بذلك خلال اليومين المقبلين، حيث سيتم رفع تأثير مكافأة الامتحانات أكثر من حافز الإثابة بنسبة 200%.
وقال جمال الدين إن كل معلم سيتقاضى ما قيمته 275% مكافأة عن الامتحانات بصورة منفصلة عن الدخل الإجمالي الذي يحصل عليه، وهو ما يعد ميزة كبيرة خصوصا في ظل المجهودات التي يبذلها المعلمون في الامتحانات.
وقال الوزير في حواره مع برنامج "ناس بوك" على قناة روتانا مصرية أمس السبت، إنه يرغب في تعديل نظام مجانية التعليم حتى يستطيع الجميع النهوض بوضع البلاد، مشيرا إلى أنه يرغب في ترشيد هذه المجانية حتى تتفق مع العدالة الاجتماعية التي تدعو الحكومة والمجتمع إلى تطبيقها.
وطالب د. جمال الدين بأن يدفع القادر نفقات تعليمه، خصوصا أن هذا سيسهم في التقليل من الضغوط التي يواجهها الطلبة المحتاجون من محدودي الدخل.
وأوضح أن التعليم الجامعي الحكومي لا يحقق العدالة الاجتماعية لأن معظم الذين يدخلون الكليات وخصوصا كليات القمة، هم من ينتمون إلى العائلات الراقية أو المتوسطة وهى الشريحة ذات الدخل الأعلى، ولو أخذنا نسبة مئوية من السكان الأقل دخلا، نجد أن أبناءهم في التعليم الجامعي وبالأخص كليات القمة لن يزيد عن 2 أو 3% لأنها مكلفة ماديا، وتتطلب الدراسة بها الكثير من الأبحاث والدراسات العلمية الباهظة التكاليف. في حين أن أبناء القادرين الذين يمثلون فقط 10% من عدد السكان هناك أكثر من 50% من أبنائهم طلبة في هذه الكليات، وهذا يعنى أننا نأخذ من الضرائب لنعلم أبناء القادرين، وهذا في حد ذاته يمثل خللا اقتصاديا كبيرا ولا يتيح الفرصة على الإطلاق لتحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة.
وقال جمال الدين: إن معظم المدارس الابتدائية ضعيفة جدا في مستوى التجهيزات التكنولوجية إن لم تكن معدومة، مؤكدا أن الوزارة تحاول الآن التغلب على هذا الضعف عن طريق إدخال التقنيات التكنولوجية المتطورة مثل السبورة الذكية بالفصول أو شاشات الكمبيوتر للعرض العملي أو إنشاء معامل الكمبيوتر في المدارس الإعدادية والثانوية، الأمر الذي سينعكس بصورة إيجابية على مستوى الطالب ويرتقي به في النهاية.
وعن إمكانية مشاركة ودعم المصريين للعملية التعليمية ماديا قال وزير التعليم إن ثقافة التبرع في مصر مازالت قليلة، الأمر الذي يفرض علينا ضرورة البحث عن البدائل الأخرى في موارد الدولة، وعلى رأسها دعم الطاقة التي وصل خلال هذا العام إلى ما يقرب من 95 مليار جنيه، وإن أخذنا ما يقرب من 20 مليارا فقط من هذا المبلغ لدعم العملية التعليمية فإن الوضع سيختلف بقوة. وأن أخذنا أقل من هذا المبلغ لدعم الصحة سيحدث فرق أيضا، وبالتالي فإن مصر تحتاج إلى ترشيد الدعم الطاقة، خصوصا أن الشيء المجاني يتم هدره بسهولة في النهاية، في حين أن الأشياء غالية الثمن أو التي تباع بقيمتها الحقيقية بعيدا عن الدعم يتم المحافظة عليها والتعامل معها باحترام.
وانتقل جمال الدين للحديث عن خطورة الدروس الخصوصية، مشيرا إلى أن الدروس الخصوصية لها أسبابها، وعلى رأس هذه الأسباب عدم وجود أماكن كثيرة في الجامعات، وعدم تطوير المناهج أو تطوير أساليب التعليم أو حتى أسلوب الامتحانات التحريرية الذي يفرض على الطالب النجاح وبمجموع عال للوصول إلى أفضل الكليات.
وعن إضراب المعلمين والمظاهرات التي قاموا بها قال: إن إضراب المعلمين جاء في ظل أجواء حرية الرأي التي تعيشها البلاد الآن، ومن حق كل إنسان أن يعبر عن رأيه ولكن بشرط ألا ينعكس ذلك بصورة سلبية على مسيرة التعليم ومستقبل الطلبة أو التلاميذ. وقال جمال الدين: إن المضربين لم يتعرضوا لأي عقاب حتى الآن، وجميع معلمي مصر يعرفون تماما أنني اجتهدت من أجلهم حتى ارتقيت بمستواهم سواء الفني أو المادي، ومازلت أجتهد من أجل تحقيق هذا الهدف.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]